* إخضاع الجهاز المركزى للمحاسبات لسلطة المجلس بدلاً من رئيس الجمهورية
* إلغاء حق رئيس الجمهورية فى إحالة المدنيين للقضاء العسكرى
* تجهيز قانون إعادة هيكلة الداخلية
* الإعلان عن عقد دورات تدريبية لضباط الشرطة لإعادة تأهيلهم لكيفية التعامل مع الشعب
* تجهيز قانون تنظيم الأزهر
بقلم د. جمال المنشاوى
باحث فى الشئون الإسلامية
مازلت أنظر إلى نصف الكوب المملوء ، ومازلت أوقن أن مصر ستصبح أفضل وأجمل مع قليل من الهدوء والتروّى والتريث, ومازلت مقتنعًا أن التغيير التدريجى الهادئ أفضل من الطفرات الصادمه ، والآن وأنا أكتب هذا المقال أحس بنوبة تفاؤل كبيرة وسعادة غامرة لإحساسى أننا بدأنا نضع أقدامنا على أول الطريق الصحيح ، وتمثل هذا فى مجموعة من الأخبار السعيدة وهى إقرار اللجنة التشريعية بمجلس الشعب بإخضاع الجهاز المركزى للمحاسبات لسلطة المجلس بدلاً من رئيس الجمهورية وانتخاب رئيسه من الجمعية العمومية للجهاز وتعيينه بواسطة مكتب المجلس ولا يجدد له إلا مرة واحدة ، وهذا القانون يمثل ضربة قاصمة لمافيا الفساد المحمية بالسلطة التنفيذية الممثلة فى هذه الحالة برئيس الجمهورية ، والذى مثّل فى السابق حاميًا وحاجزًا أمام كشف قضايا الفساد والذى كان هو بنفسه وأتباعه متورطًا فيها بصورة مباشرة, كما يضع هذا القانون كل رجال الدولة تحت الرقابة المباشرة لممثلى الشعب مما يسد طرق وأبواب الفساد للمسئولين, والقانون الثانى الباعث للتفاؤل هو إلغاء المجلس لحق رئيس الجمهورية فى إحالة المدنيين للقضاء العسكرى, بل ومطالبة القضاء العسكرى بنفسه بإلغاء هذا القانون, وهذا يعيد الأمور إلى نصابها من حيث حق الإنسان فى التقاضى أمام قاضيه المدنى الطبيعى, ويغلق الأبواب أمام التجاوزات التى كانت تحدث من هذه الإحالات الظالمة والتى كانت أحكامها جاهزة ولا يجوز حتى الطعن عليها, وكم ظلم وأعدم وسجن أبرياء بسبب هذه المحاكمات, وقد وضح جزء من هذه المساوئ بالحكم الصادر اليوم ببراءة المتهمين فيما يسمى بقضية(العائدون من ألبانيا) وعلى رأسهم المهندس محمد الظواهرى والشيخ محمد شوقى الإسلامبولى والضابط عبد العزيز الجمل, ومن العجيب أن القضاء العسكرى الذى حكم عليهم بالإعدام فى عهد المخلوع مبارك هو نفسه الذى برّأهم بعد خلعه، مما يثير الشبهات حول ملابسات هذه القضايا والتى كانت من تأليف وإخراج أمن الدولة المنحل، الذى يجب أن تُفتح ملفاته؛ ليتَّعظ مَن يأتى بعدهم وحتى نستطيع إرساء مبادئ العدل والقانون فى الدولة الوليدة التى نريد أن تقوم عليهما, وهذا الحكم الذى صدر اليوم يعنى هشاشة وتفاهة وسذاجة القضايا المشابهة مثل (العائدون من أفغانستان)، و(العائدون من السودان)، وحقيقة الأمر أنهم شباب فروا بدينهم من جحيم مبارك وزبانيته, ومما يدفع إلى التفاؤل أيضًا تجهيز مجلس الشعب لقانون إعادة هيكلة الداخلية, مما يعطى الأمل فى استعادتها لقوتها المدعومة بتنفيذ القانون, وحسن المعاملة دون تجاوزات, وقد وضح هذا أيضًا من الإعلان عن عقد دورات تدريبية لضباط الشرطة لإعادة تأهيلهم لكيفية التعامل مع الشعب تمهيدًا لإزالة العقيدة القديمة لجهاز الشرطة فى التعامل مع المواطنين, والتى أدت إلى حالة الانفجار العام ضده, ومازال يدفع ثمنها الطرفان للآن؛ ولذا نحتاج إلى أسس جديدة للتعامل تعيد مد جسور الثقة والاحترام بين الطرفين, وقد لمست هذا شخصيًّا بوجود الكمائن ولجان التفتيش فى أماكن متفرقة ومختلفة، مما يعيد جزءًا من الهيبة المفقودة للشرطة, ويعيد جزءًا من الأمان المفقود للمواطنين, ومما يبعث على التفاؤل أيضًا تجهيز المجلس لقانون تنظيم الأزهر، بحيث يكون انتخاب شيخه من هيئة كبار العلماء دون تدخّل الدولة، مما يعيد للأزهر هيبته وقوته واستقلاله, ويفتح أبواب الأمل فى تصدُّر العلماء الربانيين الذين يقولون الحق، ولا يخشَوْن فى الله لومة لائم.
إن المبشِّرات كثيرة تحتاج منا الصبر والهدوء، "ويومئذ يفرحُ المؤمنون بنصرِ اللهِ".
المصدر: http://www.almesryoon.com/
No comments:
Post a Comment