Slide Ads

Thursday, August 12, 2010

مقالة عمرو خالد افهميني ...... افهمني

افهميني ...... افهمني
عمرو خالد يكتب لمجلة المرأة اليوم بتاريخ 11 يونيو 2005

إنه طلب يتكرر كثيرا بين النساء والرجال! فالرجل يقول افهميني، والمرأة أيضا تقول افهمني. ولا ينبغي علينا أن نتعامل مع هذا النداء سواء من الرجل أو من المرأة باستخفاف ظنا منا أن الأمر لا يعدو إلا  أن يكون اشتباكا لفظيا في موقف من مواقف الاختلاف في وجهات النظر- أو حتى الشجار. إن القضية من وجهة نظري أعمق من ذلك وتقوم علي شقين، الشق الأول هو طبيعة كل من الرجل والمرأة كجنسين مختلفين، والشق الثاني طبيعة كل طرف بشخصه كبني آدم مختلف عن الطرف الآخر. وأنا أريد أن أركز علي الشق الأول لأن أكثرية الذين يركزون علي حل الخلافات الزوجية أو التقريب في وجهات النظر يركزون علي الشق الثاني ولا يولون لهذا الشق الأول نفس الاهتمام، رغم أصولية مشاركته – من وجهة نظري – في كثير جدا من الخلافات. وقبل أن أسترسل في الشق الأول، أضرب مثالا للشق الثاني، قد يختلف الطرفان في قضية حجم الإنفاق في البيت، لأن أحدهما مبذر أو بخيل، وقد يكون أي طرف منهما هو المبذر أو البخيل، فكم من النساء مبذرات وكم من الرجال أيضا مبذرين، وكم من الرجال بخلاء وكم من النساء أيضا بخيلات، فالعبرة هنا أو لنقل أصل المشكلة في أخلاق أو طبيعة كل طرف كإنسان، وليست المشكلة هنا بسبب جنس أي من الطرفين، فالمشكلة هنا لم تنشأ بسبب أن جنس الرجال بخيل، أو أن جنس النساء مبذر، أو العكس بسبب أن جنس الرجال مبذر، وأن جنس النساء بخيل وكذلك عندما يأتي طرف ثالث يتوسط لحل المشكلة فإنه يذهب للطرف المخطيء ينصحه بالعدول عن خطئه فيقول له إذا كان بخيلا، لا تبخل، وإن كان مبذرا، لا تبذر. أما المشاكل التي تنجم بين الطرفين بسبب جنسهما، فالأمر فيها يحتاج إلي طريقة أخري للتعامل، لأنه ليس باستطاعة أي طرف أن يغير جنسه، وليس من الحكمة لأي طرف خارجي يتوسط في حل الخلاف أن يطالب أي طرف بتغير جنسه لينهي المشكلة، لأن ذلك أقرب للهزل والعبث! بل هو عين الهزل والعبث! دعونا نضرب مثالا لذلك، فالمرأة لها طبيعة انفعالية أسرع من الرجل، وهذه الطبيعة الانفعالية مناسبة تماما لوظيفتها الرئيسية والتي هي الأمومة ، إن الله تعالى وضع فيها هذه النظرة لتكون تلبيتها لنداء وليدها وصغيرها تلبية فورية غير قائمة علي الحسابات العقلية والموازنات الظرفية، لأن الأمر لو كان غير ذلك لهلك الطفل وبئس! وتخيلوا معي وليدا يبكي لألم أصابه أو جوع نال منه فلا تقوم له والدته إلا قيام التنابلة بمنتهي البطء والتثاقل وعدم الاكتراث والبلاهة، إنني أعدكم بأن هذا الوليد لن يعمر كثيرا، إن هذه الرقة الباكية تحتاج إلي احتواء واحتضان فوري وفي أي وقت من ليل أو نهار، ليس ذلك وفقط بل وعن حب ورضا وسعادة! وربما يكون الذي دفع المرأة لهذا التحرك الفوري واتخاذ هذا الموقف النفسي شيء بسيط أصاب وليدها، ولكنه بالنسبة إليها ليس كذلك، أولعله يكون كذلك بالنسبة إليها ولكنها لا تكترث بحجمه علي قدر ما تكترث بأثره علي وليدها. السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل هذه الطبيعة يمكن للمرأة أن تحيدها مع طرف، في الوقت الذي تطلق لها العنان فيه مع طرف آخر، أم أن المرأة تتصرف بهذه الطبيعة مع كل الأطراف سواء كان وليدها أم زوجها! أم غيرهما؟! ودعوني أوضح أكثر؛ ربما يكون الذي أثار شفقة الأم وعبأها نفسيا في حالة وليدها شيء بسيط كما ذكرت، وربما يكون الذي أثارها حالة اختلافها مع زوجها وعبأها أيضا ضده شيء – كذلك - بسيط ، وربما يكون الذي أثارها من جيرانها وعبأها نفسياً ضدهم شيء – أيضا - بسيط، وربما يكون الذي أثارها من أخيها وعبأها أيضا نفسيا تجاهه شيء بسيط ، إن القضية هنا ليست قضية أخلاق شخصية بقدر ما هي طبيعة مرتبطة بالجنس، ولابد أن تفهم المرأة ذلك عن نفسها، ولابد – كذلك – للرجل أن يفهم ذلك عن النساء، لأنه إذا أدرك ذلك فلن يبادرها بما يثير حفيظتها ضده أكثر، أو يشعل غيظها تجاهه إلي أقصي الدرجات، أتدرون بما يبادر الرجل المرأة إذا اشتكت له بما أثار حفيظتها منه أو من والدته أو من جيرانهم، أو من أي طرف كان، أنه يبادرها بقوله: الموضوع بسيط، وتافه، ولا يستحق كل هذه الثورة منك! وطبعا – ليس هناك حاجة أن أسرد علي حضراتكم تداعيات هذه المقولة الموفقة جدا من الرجل لامرأته! لو فهم الرجل هذه الطبيعة في المرأة- وأراد أن يحسن معاشرتها، فإنني أعتقد أنه سيتخير كلاماً مغايراً تماماً لما قاله، ولمر الموضوع أو المشكلة بشكل أهدأ علي كل الجوانب! تعالوا الآن نستدير للرجل ونحاول أن نفهم جزء من طبيعته، لتفهمه المرأة أولا، ثم لتحسن معاملته- إذا أرادت – ثانيا. أغلب الظن أن الوظيفة الأولي للرجل كانت الصيد، فقد كان الرجل يترك زوجه مع صغيرها في مكان آمن، ثم يخرج هو ليأتي لهم بما يطعمون، ووظيفة الصيد كما نعلم جميعا تحتاج إلي ملكات معينة، منها عدم الانفعال السريع، لأن الانفعال السريع يثير حركة والحركة تضيع الفريسة لأنها تنبهها بوجود من يتربص بها، ومنها طولة البال لتحين أنسب الأوقات للانقضاض علي الفريسة، ومنها قوة وحدة وجرأة الانقضاض، إذ لا معني للانقضاض البطيء أو الضعيف الذي يضيع الفريسة، ومنها الكثير غير ذلك، وكما نري فإن الله أودع الرجل مثل هذه الصفات لأنه بدونها لا يستطيع أن يؤدي وظيفتة الرئيسية المنوطة به، وهي حماية ورعاية من يعول فهل هذه الطبيعة يستطيع الرجل أن يحيدها مع طرف أو مجال، أو يستفرغها بكل قوة في مجال آخر؟ بمعني هل بطء الانفعال هذا، وإطالة البال من الممكن أن يمارسه في عمله ومع أقرانه ثم يستبدله مع امرأته بانفعال كانفعالها، فيلبي لها طلبها أو حاجتها أول ما تطلب ويثور بنفس درجة ثورتها لما أغاظها وأغضبها، ويطلق لنفسه العنان في الرد والانتصار لها من كل الناس بغير أن يتريث أو يسمع أو يفكر في العواقب؟! اعتقد أن الموضوع يحتاج وقفة تدبر وتأمل، لأنه من الممكن أن يؤثر – حالة فهمنا له – في علاقتنا ببعضنا البعض ! إن المرأة التي تتهم زوجها – بالتنبلة – وعدم الاكتراث لها وعدم تلبيته مطالبها وبتفضيل كل الناس عليها، لمجرد أنه تأخر في تنفيذ ما أرادت، تبادر هي كذلك الرجل بما يثير حفيظته ويأججه نحوها، لأنه من وجهة نظره يراها تحمل عليه، ولا تقدر صنيعه لها ولأولادها، إنه يراها في كثير من الأحيان ناكره للجميل غير شاعرة به، ولو فهمت المرأة هذه الطبيعة في الرجل – ولم ترد استفزازه – فإنها ستطلب منه ما تريد بأسلوب آخر، وستتحين وقت الطلب، وستتوقف عن إحباطه ومعاتبته في كل وقت وحين. الأمر الذي يوسع صدره عليها أكثر ويجعله أكثر احتواء لها وصبراً عليها! صدقوني إن الموضوع جدير بإعادة النظر وبالتفكير فيه، وصدقوني لو فهمنا بعضنا البعض وفهمنا اختلافنا، وأقررناه، فستكون حياتنا أهدأ وألذ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواسم الخيرات

 مواسم الخيرات
بقلم: السيد دويدار
مع نسمات شهري رجب وشعبان، ومن بعدهما رمضان تهب رياح الخير- وهي لا تنقطع أبدًا- على النفوس المؤمنة؛ فتوقظ فيها مشاعر الإيمان والتقوى، وتشد عزائم الطاعة والعبادة، وتنهض إرادات التغير؛ تغير النفس والقلب والضمير, وتغير الحال من التقصير والضعف إلى الحركة والعمل، ومن الكسل والتراخي إلى النهوض والعزيمة، فتتغير النفس، وتتغير الحياة، وتتنزل الرحمات من الله تعالى, ويختار الله من عباده من استعد لاغتنام مواسم الخير وأيام العبادة وليالي القرب من الله؛ فأعد عدته، وشحذ همته، وجدَّد نيته، واغتنم الفرصة، ونادى على نفسه، وقال: إني لأجد ريح الجنة دون شعبان ومن بعده رمضان.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها؛ لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدًا"، (رواه الطبراني في الأوسط والكبير).

فكثير من النفوس تنتظر مثل هذه اللحظات الإيمانية لتركب مع قافلة الخير التي تسير إلى الله تعالى, وهذه الأيام المباركة بما فيها من صيام، وقيام، وتلاوة للقرآن، وتدبر فيه، ونزول الرحمات من السماء؛ هي أيام سير إلى الله تعالى- والسير إلى الله يكون بالقلب- كما قال يحيى بن معاذ: (إنما السير سير القلوب؛ تقطع مفاوز الدنيا بالأقدام، وتقطع مفاوز الآخرة بالقلوب).

وشهر شعبان من الشهور التي اهتمَّ بها الإسلام ورسول الإسلام، وخصَّها بنوع من العبادات؛ مثل الصيام، والقيام، وتلاوة القرآن؛ وذلك لفضل هذا الشهر الكريم ومكانته عند الله تعالى، وذلك لأنه
شهر يقع بين رجب ورمضان؛ ورجب من الأشهر الحرم التي تؤدَّى فيها غالبًا العمرة وزيارة البيت الحرام، فأمَّنَ الله الناس ليوأدوا هذه الشعيرة، ورمضان هو شهر الصيام والقيام والقرآن، فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يلفت النفوس إلى مكانة هذا الشهر، فقال صلى الله عليه وسلم- وهو يعلِّل كثرة صيامه في هذا الشهر لمن سأله-: ولم أرك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان, وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين عزَّ وجلَّ, فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم"، (رواه الإمام أحمد وحسَّنه الألباني في صحيح النسائي).

2- شهر ترفع فيه الأعمال؛ فهو ختام عمل عام قد مضى يرفع فيه هذا العمل إلى الله تعالى, والأعمال ترفع كل يوم مع الفجر ومع العصر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار, فيجتمعون في صلاة الصبح, وصلاة العصر, فيسأل الذين باتوا فيكم- وهو أعلم- كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون, وتركناهم وهم يصلون" (رواه البخاري).

وكذلك تعرض الأعمال على الله مرتين في الأسبوع في يومي الإثنين والخميس، قال صلى الله عليه وسلم: "تُعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس؛ فأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم" (رواه الترمذي وصححه الألباني).

وكذلك تعرض أعمال السنة على الله في شهر شعبان من كل عام، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: "وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين عزَّ وجلَّ".

فالمسلم يقف مع نفسه وقفة تأمل وتدبر مع رفع الأعمال إلى الله في هذا الشهر الكريم، فهو نهاية عام من الطاعة والعبادة، وكذلك بداية عام جديد ينبغي فيها- أي الوقفة- إجابة داعي الخير، وتلبية نداء الحق من أجل تزكية النفس وتطهير القلب، وتنقية الفؤاد من سوى الله، ونشر دعوة الخير بين الخلق، وفتح صفحات جديدة في سجل الحق؛ لتسطر فيها الحسنات، وتمحى من غيرها السيئات.

3- مقدمة لشهر رمضان؛ فتستعد فيه النفوس لاستقبال نفحات الله في شهر القرآن والصيام والقيام، وتزحف فيه عوامل التقوى إلى القلب، وتجتمع فيه جنود الحق لمقاومة أعداء الخير, ولذلك تأخذ المقدمة حكم ما بعدها, فيأخذ شعبان حكم فضل رمضان عندما يكون نقطة استعداد له.

ولذلك أقترح هذا البرنامج ليكون نقطة بداية وانطلاق لاغتنام مواسم الخير، ويتناول:
1) عقد النية وإخلاص الوجهة وشحذ الهمة, فهمُّك على قدر ما أهمك.

بادر الفرصة واحذر فوتها            فبلوغ العز في نيل الفرص

فابتدر مسعاك واعلم أن من           بادر الصيد مع الفجر قنص

لا بد من اغتنام الفرصة، وعدم تضييع الوقت، فالعمر قصير، والعاقل من أدرك حق الله عليه في مثل هذه الأيام، يقول ابن القيم رحمه الله: (أعظم الربح أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها، وانفع لها في معادها).

2) تقديم التوبة؛ فالتوبة كما يقول ابن القيم رحمه الله: (نهاية كل عارف، وغاية كل سالك, وكما أنها بداية فهي نهاية. والحاجة إليها في النهاية أشد من الحاجة إليها في البداية. بل هي في النهاية محل الضرورة).
والتوبة هي أول طريق الصلاح والإصلاح. قال تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82)﴾ (طه).

وهي توبة عملية تدعو صاحبها إلى العمل من أجل إصلاح نفسه ودعوة الآخرين وإصلاحهم، يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله تعالى- وهو يتحدث حول صفات المؤمنين في سورة التوبة ﴿التَّائِبُونَ﴾ (التوبة: من الآية 112)-: والتوبة شعور بالندم على ما مضى، وتوجه إلى الله فيما بقي، وكف عن الذنب، وعمل صالح يحقق التوبة بالفعل، كما يحققها بالترك، فهي طهارة وزكاة وتوجه وصلاح... توبة ترد العبد إلى الله، وتكفه عن الذنب، وتدفعه إلى العمل الصالح.

3) الإقبال على القرآن تلاوةً وحفظًا ومراجعةً وتدبرًا: قال ابن رجب رحمه الله: (ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن؛ ليحصل التأهب لتلقي رمضان, وتعتاد النفوس بذلك على طاعة الرحمن. وروينا بإسناد ضعيف عن أنس, قال: كان المسلمون إذا دخل شعبان أكبوا على المصاحف فقرأوها.
وقال سلمة بن كهيل: كان يقال: (شهر شعبان شهر القراء). وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: "هذا شهر القراء".
فلنقبل على القرآن مراجعةً واستعدادًا للصلاة به في شهر القرآن شهر رمضان.

4) صيام الإثنين والخميس؛ حتى ننال رفع العمل إلى الله ونحن صائمون الإثنين والخميس، وإدراك ذلك في شهر شعبان.
5) قيام الليل فهو شرف المؤمن، وأساس السير إلى الله، وبداية التربية الروحية والإيمانية الصحيحة، قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ (1)قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (2)﴾ (المزمل).
6) الاعتكاف والمكث في المسجد من الفجر إلى الشروق؛ حتى ننال أجر عمرة وحجة تامة تامة.
7) صلاة الضحى أربع ركعات أو ثماني ركعات، قال صلى الله عليه وسلم:"إن الله تعالى قال: يا ابن آدم اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره" (رواه الإمام أحمد).
8) الدورة الروحية الفردية: وتكون في الأيام البيض من شهر شعبان (13, 14, 15).

ونوصي فيها بالآتي:
1- صلوات الفرائض جماعة.
2- إقامة السنن الرواتب كلها.
3- المحافظة على سنة الضحى ثماني ركعات، وقيام الليل والوتر وصلاة التسابيح مرة.
4- تلاوة ثلاثة أجزاء يوميًّا من القرآن.
5- الذكر المطلق والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم 1000 مرة كحد أدنى.
6- صيام الثلاثة أيام البيض.
7- المكث في المسجد من الفجر حتى الضحى.
ولا مانع من تطبيق الأسر والعائلات هذا البرنامج مجتمعين... والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

--
لو تحركت الشمس من الشـمال إلى اليمين، لو تخلت الأهرام عن حجرها المتيـن، لو عاد كل صهيوني إلى بطن أمه جنين، لن نتنازل عن شـبر واحد من أرض فلسـطين.
بحبك بحبك يا فلسـطين
اذا لم تستطع أن تنظر امامك لأن مستقبلك مظلم ... ولم تستطع أن تنظر خلفك لأن ماضيك مؤلم ... فانظر إلى الأعلى تجد ربك تجاهك إبتسم... فإن هناك من يحبك... يعتنى بك... يحميك ...ينصرك... يسمعك ...يراك...انه ( الله) ما أخد منك إلا ليعطيك...وما ابكاك إلا ليضحكك...وما حرمك الا ليتفضل عليك...وما إبتلاك إلا لانه يحبك
و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل

الدنيا دار رحيل

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
كن شاكراً متفائلاً ... لا تنثني لا تتوانى كن قوياً شجاعاً ... في الحق دون هوانا كن عازماً صابراً ... لا ترتضي الخذلانا

أقطف ما يعجبك !!!


نفسك أمانة في جوفك.. سوف تسأل عنها .. فلا تظلمها !



عندما تتدافع عبراتنا.. وتتسارع نبضات قلوبنا .. وتتقطع أنفاسنا نرفع أكف الضراعة وندعو: إلهنا .. اقبل توبتنا واغفر لنا ذنوبنا جميعا ..



تتسع دائرة الحلم.. يكبر الأمل .. وتتفتح زهرة الطموح.. فتتساقط أمطار التعب .. لتنمو ثمار أعمالنا عيش بغفلة .. موت.. لا حياة !!



ضياع الوقت .. لا نحس بقيمته إلا عندما نسأل عنه ذكر الله ... شفاء وسعادة وإحساس برضا الخالق أبد الدهر .. ما لم تفتر عن ذلك !



متى أحسست بحزن يلامس خلجات فؤادك .. أحضن مصحفك وأتلو آياته ..بالصبر والعزيمة تحقق ما لم يحققه الآخرون ..


تتعبنا دروب الحياة .. وبالصبر نواصل المسير .. وبالعزم نحقق النجاح ..



الحياة متاهات .. فلنحاول الخروج من متاهاتها المظلمة الضيقة ... لحياةِ أكثر إشراقاً وسعة !



إذا رأيت الناس يتسابقون في أمور الدنيا .. فاحذر أن تكون منهم !


من أعطاه الله بصيرة .. علم الحق والباطل .. ولو اختفى الحق ولبس الباطل ردائه !



لا تنثني عما تفعله .. إلا لأفضل !



من ينكر المعروف .. اصبر على إساءته !


أخوض معارك هذه الحياة .. بأمل جديد .. بأمنيات كثيرة .. وبذكريات تطفئ لهيب الأيام ..



بقدر ما تكون المصيبة عظيمة ... بقدر ما يكون الفرج أقرب !


كن شاكراً متفائلاً ... لا تنثني لا تتوانى

كن قوياً شجاعاً ... في الحق دون هوانا

كن عازماً صابراً ... لا ترتضي الخذلانا

اهجر الذنب يا مرتكبه ... فالذنب يورث الخسرانا


قل حي على الجنان ... تنل غاية الفوز والغفران


نعصي ويستر ... نبتعد عنه ويقترب منا ... نتوب فيغفر ... ندعو فيجيب .. ما أرحمه

شهر شعبان فضائل وأحكام



كتبه/ عصام حسنين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فإن لشهر شعبان عند الله تعالى فضيلة، فقد جعله الله نفحة من نفحاته، ومضمارًا للتسابق بين عباده إلى مرضاته، ولعظيم فضله رأينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصومه إلا قليلاً، ففي الصحيحين ِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَت (ْكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ) وفي رواية انفرد بها مسلم قالت (كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيل)، وعند أبي داود بسنده عن أم سلمة -رضي الله عنها- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ)صحيح ( صحيح أبي داود: 2336)
وطريقة الجمع بين هذه الروايات أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم أغلبه، قاله ابن المبارك، واختاره ابن حجر حيث قال: "وهو الصواب لأن أولى ما تفسر به الرواية  رواية أخرى" فتح الباري: 4/252
ويستدل بهذه الأحاديث أيضًا على أن أفضل الصيام بعد رمضان شهر شعبان، لمواظبته -صلى الله عليه وسلم- على صوم أكثر شهر شعبان، ويحمل حديث: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم) على التطوع المطلق، والله أعلم.
والحكمة من صومه  -صلى الله عليه وسلم- أكثر شهر شعبان:
أولا: كان -صلى الله عليه وسلم- يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فربما شغل عن الصيام أشهرًا، فيجمع ذلك في شعبان ليدركه قبل صيام الفرض.
ثانيًا: أنه فعل ذلك تعظيمًا لرمضان، فهو صوم بمثابة السنة لفرض الصلاة قبلها تعظيمًا لحقها.
ثالثا: أنه شهر ترفع فيه الأعمال، فأحب -صلى الله عليه وسلم- أن يرفع عمله وهو صائم.
قال ابن القيم في تهذيب السنن: من فضائل هذا الشهر الكريم:
ترفع فيه الأعمال إلى الله -عز وجل- (فعن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ. قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ) حديث حسن رواه النسائي (صحيح الترغيب).
فالأعمال ترفع إلى  الله -عز وجل- كل يوم إجمالا وتفصيلا كما في الصحيحين: (يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل) وكذلك ترفع إليه أعمال الجمعة في يومي الاثنين والخميس، لذلك كل -صلى الله عليه وسلم- يصومهما، وترفع إليه أعمال السنة في شهر شعبان.عون المعبود 7/72
فيه ليلة النصف:
وهي ليلة عظيمة شريفة كريمة، ينزل فيها الرب العظيم -جل وعلا- نزولا يليق بجلاله وكماله)ِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) إلى سماء الدنيا فيغفر لأهل الأرض إلا لمشرك أو مشاحن كما صح الحديث بذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعن أبي موسى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لأهل الأرض إلا مشرك أو مشاحن.)
قال العلامة الألباني -رحمه الله-: ما ورد في فضلها من الأحاديث، وإن كانت مفرداتها ضعيفة الأسانيد، فبعضها يقوي بعضًا، ولكن ليس في الشرع ما يدل على خصوص إحيائها. مساجلة علمية ص41
ولا تعارض بين هذا الحديث وبين أحاديث نزول الرب تعالى- كل ليلة، فحديث ليلة النصف مطلق، وحديث كل ليلة مقيد بالثلث الأخير من الليل.
وفسرت المشاحنة إما لعموم المسلمين، وهذا صحيح، والواجب أن يكون صدر المسلم سليمًا لإخوانه، وإن نزغ الشيطان نزغًا فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وليدفع عن نفسه ذلك، وليسارع إلى أخيه يضع يده في يده، وإما بالمشاحنة لصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- كما يفعل الرافضة، والعلمانيون الزنادقة، خلافًا لقول المؤمنين )َرَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ).
فمن كانت بينه وبين أخيه شحناء، فليبادر برفعها قبل ليلة النصف تعرضًا لنيل مغفرة الله تعالى- ورحمته -سبحانه وتعالى-
والحذر كذلك من مظاهر الشرك بنوعيه الأكبر والأصغر، وليعش المسلم على توحيده الخالص لله رب العالمين.
وليس لليلة النصف إحياء مخصوص كصلاة الرغائب وغيرها، أو تجميع الناس لصلاة القيام في المسجد، فكل هذا من البدع، وكل بدعة ضلالة، والمبتدع من أبعد الناس عن الله (لعن الله من آوى محدثًا)،  و(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أي: مردود، ولأن الأصل في القيلم الانفراد، ولم يرد عن رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- ولا عن القرون الخيرية أنهم فعلوا ذلك، وما لم يكن يومئذ دينا فليس اليوم دين.
فأنت أخي- في هذه الليلة تبحث عن رضوان الله، وتتعرض لمغفرته، فلا تكن ببدعتك هذه بعيدًا عن الله. ونسأل الله أن يغفر لنا جميعًا وأن يتقبلنا.
لكن لو جلس في بيته يذكر الله تعالى ويصلي في هذه الليلة لا بأس، تعرضًا لمغفرة الله ورحمته، قال ابن الصلاح -رحمه الله- "أما ليلة النصف من شعبان فلها فضيلة، وإحياؤها بالعبادة مستحب، ولكن على الانفراد من غير جماعة" مساجلة علمية ص 41
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (َإِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا). هذا هو لفظ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واختلف العلماء في تصحيحه وتضعيفه، فورد عن أحمد وابن معين: منكر. ومنهم من صححه كالعلامة الألباني -رحمه الله- وورد حديث آخر يعارضه وهو متفق عليه: (لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا رجلا كان يصوم صومًا فليصمه).  والقاعدة: إذا تعارض حديثان وجب الجمع.
فمنهم من قال بالحديث المتفق عليه على افتراض صحة الحديث الآخر ومنهم من قال : الإعمال أولى من الإهمال، فيجمع بينهما، كالإمام الشافعي -رحمه الله-  فقال: " من صام في النصف الأول جاز له أن يصوم في النصف الثاني، ومن لا فلا".لطائف المعارف.
يحرم صوم يوم الشك، وهو يوم الثلاثين من شعبان، ذلك الذي يشك فيه هل هو من شعبان أو من رمضان؟ فعن عمار قال  (من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم-) ذكره البخاري تعليقًا وصححه الألباني.  إلا إذا وافق صومًا معتادًا فلا بأس لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ).

كيف ننير الحياة ؟


أنثر خلفك زهوراً .. واصبر قليلا ترى نوراً !!!
ألم تسمع يوماً أنك من يصنع في الحياة
وأنك الوحيد الذي تملك القوة على التغيير
ألم تعلم أنك لو نمتَ لن يكون هناك طعماً للحياة ؟.
وأنك وحدك المُلام لو وُجد أي تقصير...



ربما كنت ترى الحياة بلا ألوان وبلا جمال
وربما كنت تظن أنها هكذا..!!
وأنه لا دخل لك وأنه هذا هو الحال
ولكن فكر ولو للحظة بعقلٍ واع ٍ هل هي حقاً هكذا ..؟!



إن لم تجد الجواب أقولها لك:
لا .. نعم لا.. ولا تستغرب من الجواب
فأنت من تلوّنها بريشتك وكأنها لوحة لك
أنت من تُظهر جمالها وتفتحُ له الأبواب



اجعلها ملكك
فلن ترضى أن تملك القبح و السواد
وملك الروعة هو المراد



سِرْ بها وتغلّب بخيرك على ظلامها
سِرْ وامحِ الشرّ من حناياها
فبيدك القيادة و التّحكم
تستطيع قلبها إلى جنة.. وأَترُكُ لعقلك الحُكم!!.



ضعْ دوماً نصب عينيك أن العيون ترقُبك
الصغير قبل االكبير
والغريب قبل الرفيق فافعل ما تفخرُ به

سِرْ تاركاً خلفك زهوراً منثورة

ريحها على الكل منشورة




اصنع الخير فبالخير تُنار الدروب

والحياة تحتاج دوماً لخيرك

كي تبقى شمسها مشرقة دون غروب

وكي يعمّ الخير عليك وعلى غيرك



تذكّرْ أنك من يصنع في الحياة

فافخر بالخير الذي تتركه خلْفك

وافخر عندما ترى أثره على مَن خَلَفَك

فهكذا تُنار الحياة

انثر خلفك زهورا ... واصبر قليلا ترى نورا .

لو النت بيشغلك وبتنسى الصلاة الحل مع هذا البرنامج


...






من الأخ الفاضل ((بسيوني علي))




الوصف: لمعرفه اوقات الصلاه ويستخدم كمنبه ويوجد به ملف بصوت اذان الحرم المكي الشريف
وكمان بصوت المسجد النبوى ،وكمان بصوت المسجد الأقصى
ولأكثر من 5 مليون مدينة على مستوى العالم
الترخيص: Free
حجم الملف: 4.51 MB

لمـاذا الفتيات سريعات البـكاء

**

يقول العلماء: "اذا احسست برغبة في البكاء فلا تحبس دموعك،فان كثيرا من الآلام والاحزان والغضب تسيل مع هذه الدموع"


كما ان العلم يقول ان دموع المرأة اسرع من دموع الرجل.

فهي تتعلم البكاء قبل الرجل فتربية البنات تحتاج الى قدر كبير من الحزم قد لا يحتاج اليه الصبي،لهذا فهي تبكي لانها تعاقب اكثر مما يعاقب شقيقها.
وبعض علماء النفس يعتبرون بكاء الكبار عودة الى الطفولة..

انهم يبكون لانهم بحاجة الى عطف من حولهم ويبكون لانهم لا يجدون وسيلة للتنفيس عن الضغط النفسي الا الدموع، ويبكون حزنا وقهراوفرحا ايضا.



وبكاء المرأة الذى يراه البعض أكثر من اللازم لايرجع فقط الى طبيعةالمرأة الفسيولوجية او النفسيةوانما يعود ايضا الى اسباب علمية،فالمرأة أكثر بكاء من الرجل بسبب هرمون يدعى "البرولاكتين" وهذاالهرمون يفرزه الجسم كرد فعل للتوتر والأحزان ولمشاعرالاكتئاب التي تنتاب المرأة وهو يرتبط بالبكاء، وعندما ترتفع نسبته في الجسم كثيرا مايسبب البكاء لأتفه الأسباب.


والبكاء بالنسبة للرجل والمرأة أسلم طريقة لتحسين الحالة الصحية وليس دليلا على الضعف أو عدم النضج،وهو أسلوب طبيعي لإزالة المواد الضارة من الجسم التي يفرزها عندما يكون الإنسان تعسا أو قلقا او في حالة نفسية سيئة،والدموع تساعدعلى التخلص منها. ويقوم المخ بفرز مواد كيميائية للدموع مسكنة للألم.


والبكاء أيضا يزيد من عدد ضربات القلب، ويعتبر تمرينا مفيدا للحجاب الحاجز وعضلات الصدر والكتفين،وبعد الانتهاء من البكاء تعود سرعة ضربات القلب إلى معدلها الطبيعي وتسترخي العضلات مرة آخرى وتحدث حالة شعور بالراحة، فتكون نظرة الشخص إلى المشاكل التي تؤرقه وتقلقه أكثر وضوحا،بعكس كبت البكاء والدموع الذي يؤدي إلى الإحساس بالضغط والتوترالمؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض مثل الصداع والقرحة.


وفى المجتمعات الشرقية ربما يعتبر بكاء الرجل شيئا مشينا او دليلا على الضعف،الا ان الحقيقة ان للرجل الحق فى ان يبكي، فكبت الدموع ربما يعرض الإنسان رجلا كان او إمرأة للخطر فقد يصيب بأزمات القلب واضطرابات المعدة والصداع وآلام المفاصل.


ويرى العلماء من ذلك ان عمرالمرأة اطول من عمر الرجل لأنها لا تتردد فى ترك العنان لدموعها ولا ترى فى ذلك حرجا، وبالتالي يسهم ذلك فى راحتها النفسية والجسدية، اماالرجل - فى المجتمعات الشرقية بالذات- فمع تعرضه للضغوط وفي الوقت نفسه تحفظه بشأن البكاء وبعملية حسابية بسيطة وجد العلماء ان المرأة نظريا تكون اطول عمرا

الزهد في الدنيا وطلب الآخرة

رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
 
 
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ". أخرجه هناد (2/355) ، والترمذي (4/642 ، رقم 2465) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2 / 670).
قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي":
(هَمَّهُ) أَيْ قَصْدُهُ وَنِيَّتُهُ. (جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ) أَيْ جَعَلَهُ قَانِعًا بِالْكَفَافِ وَالْكِفَايَةِ كَيْ لَا يَتْعَبَ فِي طَلَبِ الزِّيَادَةِ (وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ) أَيْ أُمُورَهُ الْمُتَفَرِّقَةَ بِأَنْ جَعَلَهُ مَجْمُوعَ الْخَاطِرِ بِتَهْيِئَةِ أَسْبَابِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ بِهِ (وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا) أَيْ مَا قُدِّرَ وَقُسِمَ لَهُ مِنْهَا (وَهِيَ رَاغِمَةٌ) أَيْ ذَلِيلَةٌ حَقِيرَةٌ تَابِعَةٌ لَهُ لَا يَحْتَاجُ فِي طَلَبِهَا إِلَى سَعْيٍ كَثِيرٍ بَلْ تَأْتِيهِ هَيِّنَةً لَيِّنَةً عَلَى رَغْمِ أَنْفِهَا وَأَنْفِ أَرْبَابِهَا (وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ) وَفِي الْمِشْكَاةِ: وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ طَلَبَ الدُّنْيَا (جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ) الِاحْتِيَاجِ إِلَى الْخَلْقِ كَالْأَمْرِ الْمَحْسُومِ مَنْصُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ (وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ) أَيْ أُمُورَهُ الْمُجْتَمَعَةَ. قَالَ الطِّيبِيُّ: يُقَالُ جَمَعَ اللَّهُ شَمْلَهُ أَيْ مَا تَشَتَّتَ مِنْ أَمْرِهِ. وَفَرَّقَ اللَّهُ شَمْلَهُ أَيْ مَا اِجْتَمَعَ مِنْ أَمْرِهِ , فَهُوَ مِنْ الْأَضْدَادِ (وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ) أَيْ وَهُوَ رَاغِمٌ, فَلَا يَأْتِيهِ مَا يَطْلُبُ مِنْ الزِّيَادَةِ عَلَى رَغْمِ أَنْفِهِ وَأَنْفِ أَصْحَابِهِ.

كتاب في بطن الحوت

حدثني أحد الفضلاء أنه مر بغرفة في المستشفى فإذا فيها مريض يصيح بأعلى صوته . ويئن أنينا يقطع القلب
قال صاحبي : فدخلت عليه فإذا هو جسده مشلول كله وهو يحاول الالتفاف فلا يستطيع
 
فسألت الممرض عن سبب صياحه ... فقال : هذا مصاب بشلل تام وتلف في الأمعاء وبعد كل وجبة غداء أو عشاء يصيبه عسر هضم فقلت له : لا تطعموه طعاما ثقيلا .. جنبوه أكل اللحم والرز
فقال الممرض : أتدري ماذا نطعمه ... والله لا ندخل إلى بطنه إلا الحليب من خلال الأنابيب الموصلة بأنفه وكل هذه الآلام ليهضم هذا الحليب
 
وحدثني آخر أنه مر بغرفة مريض مشلول أيضا لا يتحرك منه شيئا أبدا قال : فإذا المريض يصيح بالمارين فدخلت عليه فرأيت أمامه لوح خشب عليه مصحف مفتوح وهذا المريض منذ ساعات كلما انتهى من قراءة الصفحتين أعادهما فإذا فرغ منهما أعادهما لأنه لا يستطيع أن يتحرك ليقلب الصفحة ولم يجد أحدا يساعده فلما وقفت أمامه قال لي : لو سمحت .. أقلب الصفحة... فقلبتها فتهلل وجهه .. ثم وجه نظره إلى المصحف وأخذ يقرأ فانفجرت باكيا بين يديه متعجبا من حرصه وغفلتنا
 
وحدثني ثالث أنه دخل على رجل مقعد مشلول تماما في أحدى المستشفيات لا يتحرك إلا رأسه ... فلما رأى حاله رأف به وقال :ماذا تتمنى .. ظن أن أمنيته الكبرى أن يشفى ويقوم ويقعد ويذهب ويجيء
 
فقال المريض .. أنا عمري قرابة الأربعين وعندي خمسة أولاد وعلى هذا السرير منذ سبع سنين والله لا أتمنى أن أمشي .. ولا أن أرى أولادي .. ولا أعيش مثل الناس
 
قال : عجبا .. إذن ماذا تتمنى ؟؟
 
فقال : أتمنى أني أستطيع أن ألصق هذه الجبهة على الأرض .وأسجد كما يسجد الناس   
 
وأخبرني أحد الأطباء أنه دخل في غرفة الإنعاش على مريض .. فإذا شيخ كبير  على سرير أبيض وجهه يتلألأ نورا ..
 
قال صاحبي : أخذت أقلب ملفه فإذا هو قد أجريت له عملية في القلب أصابه نزيف خلالها .. مما أدى إلى توقف الدم عن بعض مناطق الدماغ .. فأصيب بغيبوبة تامة وإذا الأجهزة موصلة به .. وقد وضع على فمه جهاز للتنفس الصناعي يدفع إلى رئتيه تسعة أنفاس في الدقيقة كان بجانبه أحد أولاده ... سألته عنه
 
فأخبرني أن أباه مؤذن في أحد المساجد منذ سنين
 
أخذت أنظر أليه ..... حركت يده .. حركت عينيه .. كلمته ..لا يدري عن شئ أبدا .. كانت حالته خطيرة اقترب ولده من أذنه وصار يكلمه .... وهو لا يعقل شيئا فبدأ الولد يقول .. يا أبي.... أمي بخير .. وأخواني بخير .. وخالي رجع من السفر .. واستمر الولد يتكلم .. والأمر على ما هو عليه ... الشيخ لا يتحرك ..... والجهاز يدفع تسعة أنفاس في الدقيقة وفجأة قال الولد .... والمسجد مشتاق إليك ... ولا أحد يؤذن فيه إلا فلان ويخطئ في الأذان ومكانك في المسجد فارغ ..فلما ذكر المسجد والأذان .. اضطرب صدر الشيخ .. وبدأ يتنفس فنظرت الجهاز فإذا هو يشير إلى ثمانية عشر نفسا في الدقيقة والولد لا يدري  ثم قال الولد : وابن عمي تزوج .. وأخي تخرج . فهدأ الشيخ مرة  أخرى وعادت الأنفاس تسعة يدفعها الجهاز الآلي .... فلما رأيت ذلك أقبلت إليه حتى وقفت عند رأسه  حركت يده عينيه .. هززته .. لاشيء كل شيء ساكن لا يتجاوب معي أبدا .. تعجبت   قربت فمي من أذنه ثم قلت : الله أكبر.... حي على الصلاة ..حي على الفلاح وأنا أسترق النظر إلى جهاز التنفس ... فإذا به يشير إلى ثمان عشرة نفس في الدقيقة
 
فلله دُرّهم من مرضى بل والله نحن المرضى .. رجال قلبهم معلق بالمساجد . نعم
 
رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء
الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار* ليجزيهم الله أحسن ماعملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب .
 
فأنت يا سليما من المرض والأسقام . يا معافى من الأدواء والأورام... يامن تتقلب في النعم ... ولا تخشى النقم ...
 
ماذا فعل الله بك فقابلته بالعصيان !! بأي شيء آذاك ؟!
 
أليست نعمه عليك تترى .. وأفضاله عليك لا تحصى ؟
 
أما تخاف أن توقف بين يدي الله غدا!!
 
فيقول لك: عبدي ألم أصح لك بدنك ... وأوسع عليك في رزقك
 
وأسلم لك سمعك وبصرك ؟
 
فتقول بلى .. فيسألك الجبار : فلم عصيتني بنعمي؟
 
وتعرضت لغضبي ونقمي ؟!!
 
فعندها تنشر في الملأ عيوبك .. وتعرض عليك ذنوبك
 
فتباًّ للذنوب .. ما أشد شؤمها .. وأعظم خطرها
 
وهل أخرج أبانا من الجنة إلا ذنب من الذنوب
 
وهل أغرق قوم نوح إلا الذنوب  وهل أهلك عادا وثمود إلا الذنوب !!
وهل قلب على لوط ديارهم ... وعجل لقوم شعيب عذابهم وأمطر على أبرهة حجارة من سجيل .. وأنزل بفرعون العذاب الوبيل إلا المعاصي والذنوب ؟
 
المصدر / كتاب في بطن الحوت
 
د. محمد العريفي

فى الجوع عشر فوائد

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم ..
اخوتي و أخواتي القراء الكرام .. سلام الله عليكم و رحمته و بركاته ،،
يقول الله تعالى:

{إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما }

في الجوع عشر فوائد هي:
الفائدة الأولى:
صفاء القلب وإيقاد القريحة وإنقاذ البصيرة, فإن الشبع يورث البلادة ويعمي القلب ويكثر البخار في الدماغ شبه السكر حتى يحتوي على معان الفكر فيثقل القلب بسببه عن الجريان في الأفكار وعن سرعة الإدراك, بل الصبي إذا أكثر الأكل بطل حفظه وفسد ذهنه وصار بطيء الفهم والإدراك.
ويقال: مثل الجوع مثل الرعد, ومثل القناعة مثل السحاب, والحكمة كالمطر.
الفائدة الثانية:
رقة القلب وصفاؤه الذي به يتهيأ لإدراك لذة المثابرة والتأثر بالذكر, فكم من ذكر يجري على اللسان مع حضور القلب ولكن القلب لا يتلذذ به ولا يتأثر حتى كأن بينه وبينه حجاباً من قسوة القلب.
قال أبو سليمان الداراني: أحلى ما تكون إليَّ العبادة إذا التصق ظهري ببطني.
الفائدة الثالثة:
الانكسار والذل وزوال البطر والفرح والأشر الذي هو مبدأ الطغيان والغفلة عن الله تعالى, فلا تنكسر النفس ولا تذل بشيء كما تذل بالجوع, فعنده تسكن لربها وتخشع له وتقف على عجزها وذلها إذا ضعفت منتها وضاقت حيلتها بلقيمة طعام فاتتها, وأظلمت عليها الدنيا لشربة ماء تأخرت عنها. وما لم يشاهد الإنسان ذل نفسه وعجزه لا يرى عزة مولاه ولا قهره, وإنما سعادته في أن يكون دائماً مشاهداً نفسه بعين الذل والعجز ومولاه بعين العز والقدرة والقهر.
الفائدة الرابعة:
أن لا تنسى بلاء الله وعذابه, ولا ينسى أهل البلاء, فإن الشبعان ينسى الجائع وينسى الجوع, والعبد الفطن لا يشاهد بلاء من غيره إلا يتذكر بلاء الآخرة, فيذكر من عطشه عطش الخلق في عرصات القيامة, ومن جوعه جوع أهل النار, حتى أنهم ليجوعون فيطعمون الضريع والزقوم ويسقون الغساق والمهل, فلا ينبغي أن يغيب عن العبد عذاب الآخرة وآلامها, فإنه هو الذي يهيج الخوف, فمن لم يكن في ذلة ولا علة ولا قلة ولا بلاء نسي عذاب الآخرة ولم يتمثَّل في نفسه ولم يغلب على قلبه, فينبغي أن يكون العبد في مقاساة بلاء أو مشاهدة بلاء, وأولى ما يقاسيه من الجوع فإن فيه فوائد جمة سوى تذكر عذاب الآخرة.
الفائدة الخامسة:
وهى من أكبر الفوائد: كسر شهوات المعاصي كلها والاستيلاء على النفس الأمارة بالسوء, فإن منشأ المعاصي كلها الشهوات والقوى, ومادة القوى والشهوات لا محالة الأطعمة, فتقليلها يضعف كل شهوة وقوة, وإنما السعادة كلها في أن يملك الرجل نفسه, والشقاوة في أن تملكه نفسه, وكما أنك لا تملك الدابة الجموح إلا بضعف الجوع فإذا شبعت قويت وشردت وجمحت, فكذلك النفس. إن القوم لما شبعت بطونهم جمحت بهم نفوسهم إلى هذه الدنيا.
وهذه ليست فائدة واحدة بل هي خزائن الفوائد.
ولذلك قيل: الجوع خزانة من خزائن الله تعالى, وأقل ما يندفع بالجوع: شهوة الفرج وشهوة الكلام, فإن الجائع لا يتحرك عليه شهوة فضول الكلام فيتخلص به من آفات اللسان كالغيبة والفحش والكذب والنميمة وغيرها, فيمنعه الجوع من كل ذلك, وإذا شبع افتقر إلى فاكهة فيتفكه لا محالة بأعراض الناس, ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.
وأما شهوة الفرج فلا تخفى غائلتها, والجوع يكفي شرها. وإذا شبع الرجل لم يملك فرجه, وإن منعته التقوى فلا يملك عينه, فالعين تزني, فإن ملك عينه بغض الطرف فلا يملك فكره, فيخطر له من الأفكار الرديئة وحديث النفس بأسباب الشهوة ما يتشوش به مناجاته, وربما عرض له ذلك في أثناء الصلاة.
الفائدة السادسة:
دفع النوم ودوام السهر, فإن من شبع شرب كثيراً ومن كثر شربه كثر نومه, وفي كثرة النوع ضياع العمر وفوت التهجد وبلادة الطبع وقساوة القلب, والعمر أنفس الجواهر, وهو رأس مال العبد فيه يتجر, والنوم موت فتكثيره ينقص العمر, ثم فضيلة التهجد لا تخفى وفي النوم فواتها. ومهما غلب النوم فإن تهجد لم يجد حلاوة العبادة. فالنوم منبع الآفات, والشبع مجلبة له, والجوع مقطعة له.
الفائدة السابعة:
تيسير المواظبة على العبادة فإن الأكل يمنع من كثرة العبادات لأنه يحتاج إلى زمان يشتغل فيه بالأكل, وربما يحتاج إلى زمان في شراء الطعام وطبخه, ثم يحتاج إلى غسل اليد والخلال, ثم يكثر ترداده إلى بيت الماء لكثرة شربه. والأوقات المصروفة إلى هذا لو صرفها إلى الذكر والمناجاة وسائر العبادات لكثر ربحه.
قال السري: رأيت مع علي الجرجاني سويقاً يستف منه فقلت: ما حملك على هذا؟ قال: إني حسبت ما بين المضغ إلى الاستفاف سبعين تسبيحة فما مضغت الخبز منذ أربعين سنة.
فانظر كيف أشفق على وقته ولم يضيعه في المضغ.
وكل نفس من العمر جوهرة نفيسة لا قيمة لها, فينبغي أن يستوفي منه خزانة باقية في الآخرة لا أخر لها بصرفه إلى ذكر الله وطاعته.
ومن جملة ما يتعذر بكثرة الأكل الدوام على الطهارة وملازمة المسجد, فإنه يحتاج إلى الخروج لكثرة شرب الماء وإراقته. ومن جملته الصوم فإنه يتيسر لمن تعود الجوع, فالصوم ودوام الاعتكاف ودوام الطهارة وصرف أوقات شغله بالأكل وأسبابه إلى العبادة أرباح كثيرة, وإنما يستحقرها الغافلون الذين لم يعرفوا قدر الدين لكن رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها: } يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ{([1]) .
وقد أشار أبو سليمان الداراني إلى ست آفات من الشبع فقال: من شبع دخل عليه ست آفات: فقد حلاوة المناجاة, وتعذر حفظ الحكمة, وحرمان الشفقة على الخلق لأنه إذا شبع ظنّ أن الخلق كلهم شباع, وثقل العبادة, وزيادة الشهوات, وأن أول سائر المؤمنين يدورون حول المساجد, والشباع يدورون حول المزابل.
الفائدة الثامنة:
يستفيد من قلة الأكل صحة البدن ودفع الأمراض, فإن سببها كثرة الأكل وحصول فضله الأخلاط في المعدة والعروق. ثم المرض يمنع من العبادات ويشوش القلب ويمنع من الذكر والفكر, وينغص العيش, ويحوج إلى الفصد والحجامة والدواء والطبيب, وكل ذلك يحتاج إلى مؤن ونفقات لا يخلو الإنسان منها بعد التعب عن أنواع من المعاصي واقتحام الشهوات, وفي الجوع ما يمنع ذلك كله.
حكي أن الرشيد جمع أربعة أطباء: هندي, ورومي, وعراقي, وسوادي, وقال: ليصف كل واحد منكم الدواء الذي لا داء فيه, فقال الهندي: الدواء الذي لا داء فيه عندي هو الإهليلج الأسود, وقال العراقي: هو حب الرشاد الأبيض, وقال الرومي: هو عندي الماء الحار, وقال السوادي وكان أعلمهم: الإهليلج يعفص المعدة وهذا داء, وحب الرشاد يزلق المعدة وهذا داء, والماء الحار يرخي المعدة وهذا داء, قالوا: فما عندك؟ فقال: الدواء الذي لا داء معه عندي أن لا تأكل الطعام حتى تشتهيه, وأن ترفع يدك عنه وأنت تشتهيه, فقالوا: صدقت.
الفائدة التاسعة:
خفة المؤنة, فإن من تعود قلة الأكل كفاه من المال قدر يسير, والذي تعود الشبع صار بطنه غريماً ملازماً له أخذ بمخنقه في كل يوم, فيقول ماذا تأكل اليوم؟ فيحتاج إلى أن يدخل المداخل, فيكتسب من الحرام فيعصي أو من الحلال فيذل, وربما يحتاج إلى أن يمد أعين الطمع إلى الناس وهو غاية الذل والقماءة, والمؤمن خفيف المؤنة.
وقال بعض الحكماء: إني لأقضي عامة حوائجي بالترك فيكون ذلك أروح لقلبي.
وقال آخر: إذا أردت أن استقرض من غيري لشهوة أو زيادة استقرضت من نفسي فتركت الشهوة فهي خير غريم لي.
وكان إبراهيم بن أدهم رحمه الله يسأل أصحابه عن سعر المأكولات فيقولون إنها غالية, فيقول: أرخصوها بالترك.
وقال سهل رحمه الله: الأكول مذموم في ثلاثة أحوال: إن كان من أهل العبادة فيكسل وإن كان مكتسباً فلا يسلم من الآفات, وإن كان ممن يدخل عليه شيء فلا ينصف الله تعالى من نفسه.
الفائدة العاشرة:
أن يتمكن من الإيثار والتصدق بما فضل من الأطعمة على اليتامى والمساكين, فيكون يوم القيامة في ظل صدقته.
فما يأكله كان خزانته الكنيف, وما يتصدق به كان خزانته فضل الله تعالى, فليس للعبد من ماله إلا ما تصدق فأبقى أو أكل فأفنى أو لبس فأبلى. فالتصدق بفضلات الطعام أولى من التخمة والشبع.
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...