نزل الاسلاميون الى ميدان التحرير فى جمعة المطلب الواحد فامتلأ الميدان عن آخره بما يزيد عن المليونين من المصريين أكثرهم من الاسلاميين فقامت الدنيا و لم تقعد و الذى أقامها جحافل الليبراليين و العلمانيين ممن نزل الى التحرير و ممن لم ينزل و كل له منطقه و دوافعه التى اختلفت من شخصية الى أخرى و لكن فى الحقيقة أن منطقهم و دوافعهم فى الهجوم الهستيرى على الاسلاميين كان موحدا و مشتركا و هو رغبة الاسلاميين فى استعراض القوة قبيل الانتخابات رغم شرعية ذلك ان صح فالدعاية الانتخابية مكفولة لجميع التيارات كل بطريقته طالما طرق مشروعة و زادوا على ذلك أن هذه التيارات المتشددة تريد فرض هيمنتها على الميدان و فرض وصايتها على المجلس العسكرى و الحكومة و الضغط لسحب وثيقة السلمى من أجل أن تتمكن من الانفراد بوضع دستور للبلاد من وحى أفكارهم و أيديولوجياتهم التى ستعيد مصر الى الوراء و تجعلها افغانستان أخرى
و فى نهاية هذه الجمعة انبرت الفضائيات فى استضافة رموز الفكر الليبرالى من أمثال رفعت السعيد و ممدوح حمزة و عادل حمودة و الغزالى حرب و غيرهم لاستكمال وصلات الردح للاسلاميين على خلفية ما حدث بالميدان و تهييجهم للمتظاهرين و تحريضهم على الاعتصام و رفع الشعارات الدينية و لغة الاقصاء للغير و ما الى ذلك من الاتهامات التى حفظت عن ظهر قلب
و ترك الاسلاميون الميدان مساء هذا اليوم و أعلنوا عن مغادرتهم و انتهاء المليونية فى انتظار رد الحكومة و المجلس على مطالبهم فاذا بنفس الشخصيات التى تنتمى الى نفس التيار تواصل الهجوم فى اليوم التالى و لكن هذه المرة بمنطق مختلف و دوافع جديدة وهى خيانة الاسلاميين للثورة و تركهم للميدان و بيعهم لدماء الشهداء من أجل مقاعد البرلمان و الحديث عن صفقاتهم مع المجلس العسكرى و ما الى ذلك من الاتهامات التى أيضا قد حفظت عن ظهر قلب
اذن يا سادة فأنتم على كافة أحوالكم مهاجمون - جلستم فى بيوتكم فأنتم خونة - نزلتم الى الميدان فأنتم مخربون - اجتمعتم مع الحكومة أو المجلس فأنتم انتهازيون و تعقدون صفقة - رفضتم الاجتماع مع المسئولين فأنتم اقصائيون و لا تريدون الحوار- حاولتم الانفتاح على العالم و قبلتم الحوار مع هيلارى كلينتون فأنتم تهادنون من أجل مصالحكم الشخصية - رفضتم الحوار فأنتم منعزلون و متقوقعون - ظهرتم على القنوات الفضائية فعليكم توضيح موقفكم من الخمور و البكينى و الملاهى الليلية و الرقص الشرقى فهذه الموضوعات هى الشغل الشاغل الآن فى أذهان كل المصريين الشرفاء حتى يطمئنوا على مستقبل أولادهم
عند الحديث عن الانتخابات و المرشحين فلننحى الحديث عن برنامجكم الانتخابى جانبا و لتوضحوا لنا من أين تنفقون على دعايتكم و حملاتكم الانتخابية من أى دولة أجنبية
اذن ماذا يفعل جحا يا سادة لكى يرضيكم يركب حماره منفردا و يترك ولده يمشى أم يركب ولده الحمار و يمشى هو بجانبه أم يركبان معا على ظهر حماره
د : وائل سارى
No comments:
Post a Comment